حريتنا تحاور مؤلف دراسة فريدة من نوعها…هشام فهمي و6 كتب عن المسلسل الشهير Lost

تصدر خلال أيام قليلة عن دار كيان للنشر والتوزيع أول دراسة باللغة العربية عن المسلسل الأمريكي الشهير Lost، الذي يعد من أشهر المسلسلات في الأعوام الأخيرة، إذ حصل على 47 جائزة و149 ترشيحًا لجوائز أخرى، ثم بدأ يغزو الإنترنت بموقعه الرسمي وعشرات المواقع التي صممها المعجبون، بل إن نجاحه انتشر حتى بلغ عالم الهواتف المحمولة، ليتم إنتاج وإذاعة حلقات صُمِّمت خصيصًا لتُعرض عليها، ويعرض منه الآن الموسم السادس.
وقد بلغت شهرة المسلسل إلى درجة قيام التلفزيون الإيراني بشراء حق عرض المسلسل على شاشته، كما يعرض حاليا أيضا على شبكة شوتايم وقناة إم بي سي 4، كما قام التلفزيون المصري بعرضه.
تدور أحداث المسلسل حول سقوط طائرة على إحدى الجزر المجهولة، ويحاول الركاب الناجون الحياة على هذه الجزيرة وبناء المجتمع الخاص بهم، كما يتناول المسلسل قضية صدام الثقافات، خاصة وأن ركاب الطائرة خليط من جنسيات مختلفة، وتبدأ الأحداث في التشابك.
وتعتبر الدراسة تجربة جديدة في مصر والوطن العربي، إذ لم يسبق أن صدرت دراسات عن أعمال درامية أجنبية من قبل سوي دراسة صغيرة للدكتور ميشيل حنا عن سلسلة أفلام “ماتريكس”.
وتتناول الدراسة أول أجزاء المسلسل على أن يصدر كتاب مستقل عن كل جزء من أجزاء المسلسل الستة، ويصدر الجزءان الثاني والثالث من الدراسة في معرض الكتاب القادم.
مؤلف الدراسة هشام فهمي صحفي ومترجم قام بترجمة العديد من الروايات الأجنبية منها رواية 1408 لكاتب الرعب الأمريكي الشهير ستيفن كينج، ورواية “ذا هوبيت” التي تعتبر مقدمة سلسلة سيد الخواتم الشهيرة التي تم تحويلها بعد ذلك إلى سلسلة أفلام من 3 أجزاء، وقصة بعنوان ” انتهاك” لريتشارد ماتيسون.
كما ترجم سلسلة روايات سيد الخواتم نفسها مع مجموعة من المترجمين، وكان من المقرر أن يتم طرحها في الأسواق ولكن دار نشر نهضة مصر سبقت بالحصول على حقوق الترجمة والنشر في مصر من دار النشر الأمريكية.
حريتنا التقت المؤلف وكان لنا معه هذا الحوار:
كيف جاءتك فكرة الدراسة؟
كنت أنوي في البداية أن أقوم بترجمة كتاب أجنبي عن المسلسل لأحد المؤلفين الكنديين، ولكن لم يتم المشروع بسبب حدوث تعقيدات مع الناشر، فقلت “لماذا لا أقوم بالكتابة بنفسي بعد أن شاهدت المسلسل بكامله وأنا صحفي متخصص في الفن وبشكل ما كاتب ولي العديد من الكتابات النقدية في الفن”، وفعلا قمت بعمل نموذج عرضته على عدد من الأصدقاء الذين أبدوا إعجابهم الشديد به، وخصوصا وأنا أكتب رأيي الخاص هذه المرة وليس رأى شخص آخر ولا أقوم بالترجمة عن أحد.
وفعلا تم الاتفاق مع الناشر الذي أعجب بالفكرة، كما أنه لم يسبق لأحد في الوطن العربي أن كتب دراسة عن عمل درامي أجنبي باستثناء دراسة للدكتور ميشيل حنا عن ثلاثية أفلام ماتريكس، وكل الموجود حالياً في السوق هي أعمال ودراسات قليلة تتناول أفلاما عربية فقط، أشهرها سلسلة الناقد الكبير محمود قاسم عن الحب في السينما والمرأة في السينما والعنف في السينما والعديد من الأعمال الأخرى.
هل أنت متخوف من ردود الفعل على الدراسة خاصة وهي تجربة جديدة؟
هذا النوع من الدراسات منتشر جدا في الغرب، فهناك كتاب أو أكثر لكل مسلسل تقريباً سواء لتلخيص الأحداث أو عرض الأفكار الواردة في المسلسل أو تحويل المسلسل نفسه إلى رواية.
أما عن الخوف، فأنا متخوف بالفعل لأن الجديد دائما يكون غريبا وقد لا يستسيغه الجمهور وينصرف عنه، ولكن شعبية المسلسل الكبيرة في مصر والوطن العربي تعطي بعض الاطمئنان والأمل في نجاح التجربة، كما أن المسلسل يحتوي على شخصيات عربية عديدة أشهرها شخصية سعيد جراح ضابط المخابرات العراقي الذي يعتبر أحد الشخصيات الرئيسية في المسلسل، كما أن الحضارة المصرية القديمة موجودة بقوة في المسلسل وترتبط بالعديد من الألغاز الموجودة على الجزيرة، لذلك أنا أعتبر خوفي هو خوف حماسي.
لماذا اخترت مسلسل Lost تحديدا؟
لأنه يعتبر تجربة فريدة من نوعها لم تحدث من قبل في التلفزيون، كما أنه يحتوي على عدد كبير جدا من الألغاز التي تحتاج إلى الشرح والتوضيح، ويحتوي أيضا على إسقاطات ثقافية عديدة على كتب أو مسرحيات أو أفلام أو أغاني أو قصائد، وعدد كبير من هذه الألغاز والإسقاطات يمر على المشاهد ومن الوارد جدا ألا ينتبه إليها، فأنا أحاول تفسير كل تلك الألغاز والإسقاطات في هذه الدراسة.
نقطة أخري هي أن الشائع في الدراما الغربية أن تكون لكل حلقة قصة مستقلة بذاتها، أما مسلسل Lost فهو حلقات وأحداث متلاحقة مترابطة ببعضها، والأحداث نفسها معقدة ومتشابكة جدا وقائمة على دراما إنسانية، فالأحداث نفسها ليست جديدة ولكن نقطة التميز هو ثراء الشخصيات وتطورها من حلقة لأخرى، فهو ليس مجرد مسلسل مغامرات، وأنا أؤمن أن الشخصيات هي محور نجاح أي عمل درامي، فإذا كانت الشخصيات ثرية فلن يمل الجمهور من متابعتها والاستمتاع بالعمل.
أيضا يعتبر هذا المسلسل أول عمل في تاريخ التلفزيون الأمريكي الذي يقوم صناعه بتحديد تاريخ نهاية مسلسل قبلها بوقت طويل، لأن المسلسلات بالنسبة لصناعها يطلقون عليها “ماني كاو” أو بقرة أموال ينبغي استنزافها حتى آخر قطرة، ولكن صناع Lost استجابوا لنصيحة المؤلف الأمريكي الشهير ستفين كينج، الذي قال لهم “إذا كنتم تريدون لهذا العمل أن يصبح أسطورة.. قوموا بإنهائه”، وبالفعل بعد عرض الموسم الثالث قرر صناع العمل إنهائه بعد الموسم السادس.
ما الذي تهدف إلى تحقيقه من خلال هذه الدراسة؟
هدفي أولاً خوض تجربة جديدة ومتابعة رد فعل الجمهور عليها كيف سيكون، فكما قلت من قبل هي مخاطرة قمت بها أنا والناشر، ولكن لا أنكر أنني قد استمتعت بالعمل.
الأمر الثاني هو أن الكثير من الجمهور يشتكي من أن أحداث المسلسل معقدة أكثر من اللازم، لذا أهدف من خلال الدراسة إلى تبسيط المسلسل للجمهور لأقول لهم إن المسلسل يستحق المشاهدة، وأنا أعتبره من أفضل ما شاهدت في حياتي.
هناك بعض المحاولات على عدد من المنتديات العربية لتحقيق هذا الأمر ولكنها محاولات ضعيفة وقاصرة وبها العديد من الأخطاء، ولكن أستطيع القول إنني متعمق إلى حد كبير في متابعة المسلسل وأتابع المحاولات الغربية وأقوم بمراسلة عدد من أبطال العمل.
ما هي أهم محاور الدراسة؟
الكتاب يحتوي على 24 فصلا يتناول كل فصل حلقة من حلقات الموسم الأول من المسلسل، كما يحتوي على المعلومات الأساسية المتعلقة بالحلقة مثل تاريخ عرضها لأول مرة ومؤلفها ومخرجها والشخصية محور الحلقة، لأن كل حلقة من الحلقات تدور حول شخصية واحدة من شخصيات المسلسل تكون محور الحلقة وتتحدث عنها سواء تاريخها قبل سقوط الطائرة أو قبلها، وأروي بشكل مختصر أحداث الحلقة سواء الأحداث على الجزيرة أو الأحداث المتعلقة بالشخصية محور الحلقة.
وبدلا من ترقيم فقرات الفصل بالأرقام، استخدمت أرقاما متتابعة معينة لها أهمية ودلالة مهمة وترتبط بلغز كبير في المسلسل.
ويبدأ كل فصل من الفصول بعبارة شهيرة أو جزء من أغنية أو قصيدة ويكون لها دلالة ومرتبطة بأحداث الحلقة.
بعد ذلك أقوم بتحليل أحداث الحلقة وتوضيح ألغازها ومناقشة الجديد الذي قدموه فيها، لأن هناك العديد من الألغاز التي لا تكشف في نفس الحلقة بل قد تبقي لغزا لعدة مواسم، وأيضا أوضح في كل فصل الأشياء الجديرة بالملاحظة في الحلقة التي قد لا ينتبه إليها الجمهور وبيان دلالتها في الأحداث سواء جملة أو مشهد صغير أو شعار غامض، وأيضا الإسقاطات الثقافية المتواجدة بكثرة حتى الجمل الحوارية لأبطال المسلسل والكتب التي يقرؤنها لها دلالة وإسقاط ثقافي، فالكتاب يعتبر دليل للمسلسل لمن يريد التعمق فيه وفهم كل ما يتعلق به.
أما الفقرة الأخيرة فهي ملاحظات على الإنتاج مثل تكلفة الحلقة وهل رشحت لنيل جوائز أم لا، ومصدر اللوحات الموجودة في الحلقة، وأخيرا أهم الأسئلة التي من المفترض أن يسألها الجمهور بعد مشاهدته لهذه الحلقة.
_______________
كتبه اسامة الرشيدي على موقع راديو حرياتنا بتاريخ 8 أكتوبر 2009