لم تقتصر تداعيات مقتل الدكتورة مروة الشربيني على يد أحد المتطرفين الألمان على ميدان السياسة فحسب، وانما امتدت ردود الأفعال لتشمل الفنانين والأدباء والمثقفين أيضا.
فقد أدي مقتل الشربيني أو”شهيدة الحجاب” كما يطلق عليها في وسائل الإعلام، إلى إلهام عدد كبير من الجمهور والشعراء الذين تفاعلوا مع الحادث بطريقتهم، عن طريق تأليف عشرات القصائد الفصحى والعامية والخواطر حول الحادث وتداعياته الإنسانية.
ويعتبر شاعر العامية محمود عبد الله أول من يقوم بتأليف قصيدة كاملة عن الحادث وأهداها إلى روح مروة، وقد قام الشاعر بإلقاء القصيدة على شاشة قناة النيل الثقافية وفي اللقاء السنوي لجروب “كتاب جديد في السوق”، كما نشرها عبر موقع فيسبوك.
وتقول أبيات القصيدة:
وفي لحظة وقف الزمن
من غير كلام وحساب
ومروة دفعت تمن
الغدر والإرهاب
ودي مش آخر الحكاية
ولا آخر الضحايا
والجرح في النهاية
مش حجة ع الأسباب
اصحى يا عالم فوق
واعلى بكلمه لاء
لسه في رقبتك طوق
حابس كلام الحق
يا مروة دمك غضب
يصرخ في كل مكان
ميزان العدل اتقلب
بالظلم والطغيان
بيقولوا ليه عننا
بنصدر الإرهاب
وانتوا اللي فوق أرضنا
فارضين قانون الغاب
مروة دليل غدركم
في جبينكو وصمه عار
انتو في جحيم ظلمكم
وهي م الأبرار
اصحى يا عالم فوق
واعلى بكلمه لاء
لسه في رقبتك طوق
حابس كلام الحق
يا مروة دمك غضب
يصرخ في كل مكان
ميزان العدل اتقلب
بالظلم والطغيان
أيضا قام الشاعر صبري الصبري، وهو شاعر له تواجد قوي على شبكة الإنترنت، وله العديد من الدواوين، بكتابة قصيدة رثاء للشهيدة تقول:
أرثي ضحية طعنة الإرهابِ
بجريمة من مجرم مرتابِ
فظٍّ غبيٍّ سافلٍ مسترسلٍ
في بغي قتلٍ داهمٍ وسُبابِ
وأقول بالحزن الشديد قصيدتي
متأثرا في لوعةٍ بمُصابِ
يا أمة الإسلام: (مروةُ) دافعت
عن طهرها بتمسّكٍ بحجابِ
واختارت العدل المضيء وسيلة
لدفاعها عن نفسها بصعابِ
فإذا العدالة قد تخلت جهرة
عن (مروةٍ) في حسرة وتبابِ
والمجرم الملعون يطعن قلبها
في غدره وهياجه بحرابِ
ماتت بـ(ألمانيا) البعيدة (مروةٌ)
بشهادة مقرونة بخطابِ
للناس في الأرجاء جمعا أنها
كانت بحقٍّ شامخ وصوابِ
وبأن موقفها الشجاع على المدى
سيظل يسطع للورى كشهابِ
وبأن من ظُلِموا يثوروا ثورة
عظمى بعزم ناهض وثابِ
وبأن ميزان العدالة راسخ
بالحقِّ ليس كشرعة للغابِ
يا بنت (شربيني) قضيت برحمة
ومشيئة من ربك الوهَّابِ
في غربة كان المماتُ.. عزاؤنا
فيك التمسُّك جهرة بكتابِ
والفخر بالإسلام في أنواره
نسمو بعزٍّ شريعة التوَّابِ
سيقوم طفلك بالرسالة أينما
يمضي سيهطل بيننا كسحابِ
ويعيش معتزَّاً بوالدة مضت
بالغدر دبَّرَه لها الإرهابي
ويقول يا أماهُ أنتِ شهيدةٌ
في جنة مفتوحة الأبوابِ
للمتقين المؤمنين بصبرهم
نالوا المكارم في يسير حسابِ
ويعيش زوجك بالوفاء لزوجةٍ
كانت بنور هداية المحرابِ
ذهبت لـ(ألمانيا) برفقة زوجها
بسرور وجهٍ مشرق بذهابِ
والآن آبت للكنانة دمعنا
يبكي عليها في أليم إيابِ
سنظل نذكر (مروةً) وجهادها
في وجه أهل البغي والإرهابِ
ونقول يا أهل الحقيقة أقبلوا
قولوا أجيبوا سؤلنا بجوابِ
أحجابُ (مروة) قد أثار بنوره
فكرا يعيش بعتمة وضباب؟!
أفخارُ (مروة) بالهداية ساءكم
يا من رضيتم شقوة الأنصابِ
بالحزن أرثيها بشعري نائبا
عن معشر الشعراء والكُتَّابِ
صلى الإله على النبي المصطفى
والآل والأزواجِ والأصحابِ!!
أما شاعر الفصحى رياض الجبالي، فقد نسج قصيدة بعنوان “ابكوا مروة الشربيني” تقول أبياتها:
ابـكـوا.. جميعاً.. مـروة الشـربيني..
وابـنـوا سـرادق .. مـأتـم ِالـتــأبـيـن ِ..
ولترفضوا.. كل العزاء.. وسارعوا
في أخـذ ثــأركـمـو.. لـقـتــل ِالـديـن..
============ =========
تنعي الجموع.. شـهـيدة ً, لِحجاب ٍ
قد واجـهـت ْ.. نـــازيــة ً.. بـيـقـيـن ِ..
دكتورة ً.. عاشت.. لـِعـام ٍ تصرخ ُ
من عـنـصـريـِّة , عـالـَم ٍ.. بأنـيـن ِ..
ما أسمعت.. أذن الطغاة.. برعدها
والـكـلُّ سـكـرىَ .. خـمر ِ.. كـوكايين ِ..
============ =========
أتــُبــاد ُامرأة ٌ.. ســَمـتْ بحجـابها
وعـفـافـِهــا.. بـالـذبـح بـالـسـكـين ِ؟؟
وأمام محـكـمـة ٍ.. أنــابـوا مُجـرما ً
لـيـزيـدَ في طــعــن ٍ.. لأم ِّ جـنـيـن ِ؟؟
أ لِمثـل ِهذا الحـد ِّ.. أضحى حـقـدهم
والمسلمون غدوا.. كضعفِ عجين!!
============ =========
يا مروة ً.. داري ابتسـامـتك ِالتي
أبكـت فـؤادي.. من دموع ِ حزين ِ..
أيُّ اعـتذار ٍ.. عن جـريمةِ قـتـلـك ِ
بـنـواح ِشـعـب ٍ.. بالجراح ثـخـين ِ..
أم بابتسامك ِ.. تسـخـرين بضعـفـنا
إن ابـتـسـامَـكِ.. مـروة ً.. يـُبـكـيني..
بل إذ فديتِ ِالدين َ.. أشرقَ وجهـك ِ
مِن فـرْح ِ ربـح ِالبـيـع ِ قولُ أمين ِ..
أضحى جهادك واجتهادك.. قدوة
في صـمـت ذل ٍّ.. خـانـع ٍ ولعـيـن ِ..
قد فـزت ِ.. بالجـنات ِ.. وسط أئـمة ٍ
بـاعــوا لـديــن ِالله ِ.. بـالـتـعـيـيـن ِ..
============ =========
يا أمَّـة ً.. بـال الكـلاب عـلـيكـمو
من بعد غمر رؤوسكم ْ.. في الطين ِ..
أمجـادكم.. من قدس حتى غزة ٍ
فـاقت.. وعن حصر ٍ وعن تدوين ِ..
تـاريخـكم في شـنقـكم.. لـِعـراق ٍ
سيـظـل يفـضحكم.. بـخـزي جبـين ِ..
من شـام حتى مغـرب ٍ وسـجونكم
تروي دماء َ.. الرسـم ٍ والـتـلـوين ِ..
سـودان ُ, مصـرٌ والمخطط سـائرٌ
كشـمير ُ, باكسـتان ,, حتى الصيـن ِ..
أفغـان بوسنا , والشيشان كوسوفا
قد بعـتمو, وطن َالهـُدى.. كرهـيـن ِ..
============ =========
يا أفـشـل الجـهـلاء.. كيف بحكمة ٍ
صِـرتـم قــرابــيــنـاً.. ولـلـتــِّنــِّيــن ِ..
صرتم عـجول الكون.. بل ونعاجها
وغــبـاؤكم.. بـفـضـائح ٍ , ورنـيـن ِ..
هـيـَّا امرحـوا.. بالاحتـفـال بعهركم
بغـنـائـكم.. بالعـزف , والـتـلـحـيـن ِ..
فالعرب قادوا المسلمين.. برقصهم
وخضوعهم , وخـنـوعهم.. لسنين ِ..
ثم اشـجـبـوا.. بخـداع قـبح مقالكم
نـهـبا ً, كـنهـش ِ.. ولائـم ِالتـسـميـن ِ..
ثم اسجنوا, كل الشعوب , لتخرسوا
أصوات.. كـل مجـاهـد ٍ.. كـسجـين ِ..
============ =========
وبـقــدوة ٍسُـفـلىَ.. أرونا فـُجـرَكـم
في الكذب ِ, والتـتويه ِ, والتسكـيـن ِ..
وتعـاونوا.. جمعاً, على إسلامـِنـا
بالهـدم ِ, والـتـدمـيـر ِ.. بالـتــأميـن ِ..
وارضوا الغـزاة َ.. وحاربوا إيماننا
إذ أنـتــم الأعــــداء.. ذا بــيـمــيـن ِ..
عـيشوا كآلـهـةٍ.. لـيحفـرَ كـُفـركم ْ
قـبر الخضوع.. لـشـعـبـنا المسكين ِ…
قصيدة أخري بعنوان “مش لاقي فيا أي نقطة دم” كتبها أحد نشطاء المنتديات ونشرت في منتدى “قهوة كتكوت” وتقول أبياتها:
مش لاقي فيا أي نقطه دم
مش لاقي كلمة ايه أقول يا عم
ومسلسل الدم شايل ف المسلمين بالهم
مش لاقى بيا أي صوت طالع
نفسي اتقطع والصوت يجيلى بغم
مروه ف موتك غضب صحا البشر بالكوم
صحيتي فينا الشجاعة وكنتي نعم الأم
مش لاقى بيا أي نقطه دم؟
مش لاقى فيا أي صوت ولا حس
مش لاقى نبضي وبيكي نبضك حس
بفراقك انتي القلب لامس لمس
عاوز أصرخ وصمتي محسبوش بالهمس
مش لاقى بيا أي شوق وعبير
يا مروة موتك صحا فينا كتير
صحا الضمير اللي كان نايم مالوش تفسير
صحيتي فينا كل شي بالكوم
حسينا بيكى حددي لنا مصير
يا مروة بابك على وفتح لينا بابك
عليتي كلمة لكل لدنيا بحجابك
غدر الحياة موتك نجاكي ما صابك
وفضلتي عالية وست الكل بحجابك
مفضلشى مني أي نقطه دمع
مش لاقي من بسمتك غير قتل ومعاه قمع
صوتك اهو بسمعه مخنوق وسمعه سمع
مفضلشي منك غير وطن مجروح
هتبوحي ليا وعاوز أرجع أبوح
مروة فموتك حياه مش هقعد أبكي وأنوح
صحيتي فينا الضمير من دمعنا المدبوح
بحجابك انتي اتولدنا رديتي فينا الروح
مفضلشي مني غير شوية حياة
قتلوكي من غير كلمة فيها الاه
قتلوا حياتك لكن موتك وهب لي حياة
راح أطلع الاه ومكتوم صوتي يا ولداه
مفضلشي منى أي نبض ف قلب
متغربة وصابرة ع الغربة وايه يعني
سلبوكي حريتك وبيسلبوكي سلب
مفضلشي غير ريحتك انتي وبعض حرية
وعليتي وسط البشر وأهديكي بهدية
ودموعي متحجرة من جوه نن العين
عاوز أروح لك أبوس راسك يا مهدية
مفضلشي غير حبه حنان يا مصر
مروه دى تاجك وأولادك كرام يا مصر
وهيدن الظهر وهيجى وراه العصر
والفجر يطلع يشقشق من جديد تانى
وشهدتك انتى ف جنه وليكى مليون قصر
مفضلشى منى غير قلم مسكور
عديتي حريتك م الضلمة شوفتي النور
وانتي بحجابك يعدي المسلمين السور
هتكوني ف الجنة انتي من بنات الحور
وهندعي ليكي يا مروة قلوبنا تدعى أكيد
بحجابك انتي وقفتي بقلب كله حديد
ويكون رسولنا بجوارك راح يمد الإيد
وهتلبسي الأبيض يزفك حور بلبس جديد
وهيبقى دا يوم شهدتك
ع المسلمين يوم عيد
“هانيبال” عضو في المنتدى، قام بتأليف قصيدة اسمها “نفرتيتي” لرثاء مروة، تقول:
-1-
هل لاحظت شيئا؟
عند مرور السكين؟
نعم…نعم….
لاحظت أننا مازلنا…
نلحس أحذية السادة في برلين..
لاحظت أيضا أن السكين الألمانية..
جيدة الصنع.. ويمكنها..
أن تذبح ببساطة شجرة شربين..
-2-
هل لاحظت شيئا؟
هل لاحظت أن كلابنا العربية….
ما زالت تنبح للحمام والزيتون…
عندما..
تسقط فاطمة الزهراء….
تحت السنابك… وتحت العيون..
لكن الكلاب في بلادنا العربية…
تدمن الزيتون…
-3-
في هدوء… في هدوء…
ماتت في هدوء…
ما بين حجابك يا طفلتي…
وبين البكاء… وبين اللجوء..
تصلي جموع خلف الجنازة…
لكنها.. تصلي بغير وضوء…
-4-
اسمها مروة..
هل يهتم بها السادة في قصر السلطان؟؟
هل يهتم بها السلطان؟؟
لو كانت كلبة في تل أبيب….
كنا أكلنا التراب وبسنا الحذاء….
ونحن نحب لعق الحذاء…
لكنها لا تستحق…
مجرد فاطمة أخرى…
مجرد زهراء أخرى…
ندفنها ببعض الدموع وبعض الرثاء..
كي نبق أصدقاء…
وخدما أوفياء…
للنازي الحبيب…
-5-
مروة… يا طفلتي الحلوة…
هو ليس أقوى مني…
ليطعنك بسكين…
وليس أنبل منك…
لكىّ يراك تسقطين…
لكنه التاريخ العربي اللعين…
يمتد من بغداد لفلسطين…
عابرا عينيك…
عابرا دمك…
عابرا في بلادنا العربية….
كل العيون….
-6-
يا طفلتي الطفلة….
لم يقتلك النازي أبدا…
لكنهم قتلوك…
بلادنا المدمنة…
وبقايا الملوك…
كلهم….
كلهم يا طفلتي ذبحوك…
أما على موقع فيسبوك، فإن المجموعة الخاصة بمروة تزدحم بعشرات القصائد والخواطر حول الحادث.
________________________
كتبه اسامة الرشيدي على موقع راديو حريتنا بتاريخ 22/7/2009
