بندوة “للكبار فقط”.. هل أصبح الجنس وسيلة للترويج السينمائي؟
“للكبار فقط” مصطلح ظهر بكثرة خلال هذا الموسم، وبالتحديد مع بداية موسم أجازة نصف العام، حيث صنفت معظم أفلام هذا الموسم بشريحة “للكبار فقط” مثل أفلا أحاسيس ورسائل البحر وبالألوان الطبيعية، فأثار هذا الأمر العديد من التساؤلات خاصة بعد تولي سيد خطاب الإشراف على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، صحبها زيادة حصة الجنس في العديد من الأفلام.
لذلك أقيمت أمس ندوة عامة بعنوان “سينما الكبار فقط” بقصر الأمير طاز بحضور سيد خطاب المشرف على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية والناقد طارق الشناوي، والناقدة ماجدة موريس، والفنانة دعاء حجازي، والسيناريست هاني فوزي، وكامل القليوبي المخرج والأستاذ بمعهد السينما وأدارت الندوة الكاتبة الصحفية سوسن الدويك.
طرحت في البداية الدويك العديد من التساؤلات وهي ” هل تقتضي عبارة للكبار فقط وجود مشاهد جنسية؟ وهل أصبحت الرقابة منفتحة أكثر مما كانت في عهد علي أبو شادي؟ وهل أصبح الجنس وسيلة للترويج؟ ولماذا ما يعرض في الإعلانات غير ما نراه في الفيلم بعد مشاهدته؟
بعد تلك التساؤلات رد الحاضرون عليها بالتدريج معبرين عن وجهة نظرهم المختلفة، فتحدث أولا سيد خطاب قائلا “أنا أؤمن بفكرة تصنيف الأفلام مثل أفلام الأسرة وأفلام للكبار فقط ولكن لا أؤمن إطلاقا بتصنيف السينما إلى سينما نظيفة وسينما جنسية، فأنا ضد ذلك، ولست مع فلسفة المنع، فالأفكار تقاوم بالأفكار، وعلى المبدع أن يتحقق في البداية من الفئة المستهدفة المتوجه إليها”.
وأضاف “أزعم أن الرقابة لم تمنع أي فيلم إطلاقا طوال تاريخها سوى فيلمين فقط أعتقد كان منهم فيلم اسمه الرهوان، لكن كان يحدث نوعا من القطع والحذف وليس المنع نهائيا”.
وتابع أن الرقابة أصبحت الحائط التي يوجه له الجميع قذائفهم، واعترف بأن تبعية الرقابة للدولة مشكلة كبيرة، فمثلا فيلم رسائل البحر مدعوم من وزارة الثقافة، فالجنس لم يعد وسيلة للترويج.
وعلق الناقد طارق الشناوي على نقطة الأفلام النظيفة والقبيحة قائلا “أرفض فكرة التقييم الأخلاقي للفن ولكن هناك تقيم جمالي، فليس معنى ذلك أن الفن ضد الأخلاق أو الدين ولكنه لا يقيم بالقيم الدينية، فمصطلح السينما النظيفة يعتبر موجود منذ بداية الخمسينات لوصف الأفلام النظيفة التي لا تحتوي على جنس أو أشياء قبيحة، لكن أصحاب ذلك المصطلح تبرءوا منه بعد ذلك”.
وردا على نقطة منع الرقابة لفيلمين فقط، اختلف الشناوي مع هذه النقطة وقال “هذا ليس فخرا بل عيبا، فمن الصحيح أن تمنع الأفلام المبتذلة التي ليس لها معنى ولكن تقول لي فيلمين فقط، فهذا لم يكن شيئا جيدا”.
أما الفنانة دعاء حجازي، فعلقت على دورها في فيلم رسائل البحر المثار حوله عدد كبير من التساؤلات، خاصة أنها قدمت فيه دور فتاة شاذة جنسية وهو دور جديد عليها، فقالت إن بحكم عملها كفنانة تشكيلية فقد شاهدت المشهد باعتباره لوحة تشكيلية بالنسبة لها، ولم تضع في عقلها نوع من الخوف أو التراجع بسبب الدور، فمصطلح للكبار فقط ليس معناه الجنس فقط.
وبوجهة نظر تشجيعية للمبدعين الكتاب، قالت إن سياسة المنع والرقابة تمارس نوع امن الضغط والتخريب في عقول المبدعين ولا تسمح لهم بإبراز وعرض مواهبهم، فالفن حر طليق ولابد أن يكون المبدع مثله.
ثم علق القليوبي على دور دعاء في رسائل البحر قائلا إنه دور “برئ جدا”، مضيفا أنه مندهش من تصنيف فيلم رسائل البحر بأنه للكبار فقط.
وأضاف “أرى أن الحذف من الفيلم يعتبر جريمة تزوير، ووجود رقابة يعني أن الشعب قاصر ودور الرقابة الأساسي هو القضاء على ظاهرة القرصنة المنتشرة بشدة”.
وفي النهاية تحدث هاني فوزي عن فيلمه الأخير “بالألوان الطبيعية” مؤكدا أن الفيلم ليس خارجا أو مبتذلا، وإنما هو “فيلم فكري جدا وله معنى عميق، فكل الأفلام التي توجد بها مشاهد جنس لا تصنف أفلام إباحية”.
_________________
كتبه: أكرم سامي – أسامة الرشيدي على موقع راديو حريتنا بتاريخ : 22 فبراير 2010