مايكل الباز.. محمد الباز (سابقا)

يعتبر الكاتب الصحفي (محمد الباز) من الشخصيات المثيرة للجدل في الوسط الصحفي بكتاباته التي تفجر دائما الجدل، وتقابل معظم كتاباته بهجوم حاد من علماء الأزهر غالبا بسبب تناوله موضوعات يرى هؤلاء العلماء أنها تمس جوهر العقيدة الإسلامية، ووصل الأمر ببعض الشيوخ السلفيين إلى تكفيره ووصفه بالزنديق، كما لم يسلم الباز أيضا من هجوم بعض الأقباط عليه بسبب تناوله الشخصيات القبطية وهجومه على (البابا شنودة).
ينتمي (محمد الباز) إلى مدرسة (عادل حمودة) في الصحافة، التي كانت تتسم بالموضوعات والعناوين الساخنة المثيرة التي تتناول قضايا شائكة في المجتمع، كما لا تنقصها الجرأة في تناول الموضوعات السياسية وتحفل بالهجوم على الحكومة ورجالها.
بالطبع كان لمحمد الباز نصيب وافر من القضايا التي رفعت ضده، إما قضايا سب وقذف أو إهانة وازدراء الإسلام، إلا أن القسم الأكبر من الهجوم عليه كان بسبب مقاله الشهير بجريدة الفجر تحت عنوان (سقوط أكبر راوي لأحاديث الرسول) بعده قامت الدنيا عليه وقام شيخ الأزهر بنفسه برفع قضية على الكاتب وقام شيوخ سلفيون بتكفيره.
إذا قمت بكتابة كلمة (محمد الباز) في أي محرك بحث، وليكن (جوجل) مثلا، فستجد عشرات الصفحات التي يذكر فيها هذا الاسم على الإنترنت، وأغلبها يهاجم الباز. وتمتلئ تلك الصفحات بشتائم كثيرة جدا ضده، منها على سبيل المثال (جاهل، مستهتر، مريض، عميل، القزم المستهتر) وغيرها الكثير، فتلك الشتائم هي من أبسط ما يذكر عنه، إلا أن هناك قسم آخر يحاول الدفاع عنه ضد الهجوم عليه، ويدعو إلى الحوار معه، وقسم ثالث يقوم بالرد على مقالاته بعقلانية ودون تشنج. ونستعرض هنا بعضا من هذه الكتابات:
- في إحدى مدونات موقع (مكتوب) يتحدث صاحبها (محمد السيسي) المحامي عن محمد الباز واصفا إياه بـ”الجهول الذى يتلذذ بعناوين الإثارة ونشر الأكاذيب”، ووصف مقالاته بـ”الحقيرة الفاجرة”، ويضيف “جمع هذا الكاتب في مقالاته كل شيء من الأكاذيب والأباطيل وفاحش القول التي يروج لها أعداء الصحابة” ومؤكدا على أن الهدف من إسقاط أبو هريرة هو إسقاط أحاديث النبي (ص)،وقام أيضا بكتابة رد على ما ورد في مقال الباز حول أبو هريرة، ولكن الرد احتوى على أوصاف قاسية ولم يتسم بالعقلانية حيث احتوى على الاتهامات المعتادة بالعمالة والجهل والسعي للإثارة، وأضاف في رده عدة مقتطفات من عدة كتب توضح أن أبا هريرة متعبد زاهد بار بأمه وكريم ومعتق للعبيد، من هذه الكتب (التاريخ الكبير للبخاري، والأحكام في أصول الأحكام).
- نشر في عدة مواقع على الإنترنت خبرا يفيد بأن محمد الباز قام بالاعتذار عما كتبه في جريدة الفجر، على قناة الناس، وذلك في البرنامج الذي يقدمه الداعية صفوت حجازي. كانت صحيفة (المصريون) اليومية على الإنترنت هي أول من نشر هذا الخبر وقامت عدة منتديات بنقله مثل (منتدى قهوة كتكوت، منتديات واتا الحضارية). وأكدت جريدة (المصريون) الإلكترونية أن الداعية (صفوت حجازي) وبعض علماء الأزهر قد تبنوا حملة لمقاطعة صحيفة الفجر، وأن تلك الحملة قد حققت نتائج مثيرة حيث رفض العديد من بائعي الصحف عرض الصحيفة من الأصل استجابة لفتوى تحرم شراء الصحيفة، وبالطبع لم يذكر هذا الخبر مصادره، ولم يتسن التأكد من صحة هذا الخبر.
- على صفحات (منتديات واتا الحضارية) كتب أحد المشاركين فيها وهو (وحيد فرج) موضوعا تحت عنوان (فلنزين باسمه صفحة العار والشنار) قاصدا محمد الباز مضيفا “إنه نبت شيطاني متسلق في مراتع الحقد أراد أن يلوث الأرض الطاهرة”، ويضيف أيضا مدافعا عن الصحابة “لولاهم بعد فضل الله لكان أمثاله يعبدون النار والأصنام”.
- توجد عدة هجمات متفرقة في مواضع أخرى مثل (منتديات العز الثقافية) التي وصف أحد المشتركين فيها صحيفة (الفجر) بأنها صحيفة (الفُجر) بضم الفاء، موضحا ما سماه “ماضي محمد الباز في صوت الأمة” ومقاله الذي كتب فيه انه يجوز للمرأة الحائض أن تصلي، كما وصف صاحب مدونة (أفكار حرة) الباز بأنه “معتوه ومريض”، أيضا كان هناك هجوم في (منتديات الأمة).
أما أخطر ما جاء على مواقع الإنترنت، فهو اتهام صريح لمحمد الباز بأنه أول صحفي مصري يتنصر، وذلك على مدونة (محمود قاعود) حيث كتب تحت عنوان (محمد الباز أول صحفي مصري متنصر) وقال “أكدت لنا مصادر عليمة أن هذا الصحفي تنصر وعمد في كنيسة شهيرة توجد في مصر الجديدة، وأنه يدعى مايكل وتربطه علاقات قوية مع نصارى البال توك الذين يسبون الرسول (ص)، كما أنه على علاقة قوية جدا بالقمص زكريا بطرس الذي لا هم له سوى السب والطعن في الإسلام، ويخشى هذا الصحفي المتنصر أن يفصح عن ديانته المسيحية حتى يتسنى له الطعن في الإسلام تحت دعوى أنه يفكر ويبحث عن الحق، وأضافت المصادر لنا ان هذا الصحفي يتقاضى 500 دولار عن أي موضوع يكتبه عما يسمى اضطهاد الأقباط، وترسل له الأموال من مجموعة عدلي أبادير، وينوي العديد من علماء الاسلام التقدم ببلاغ عاجل إلى النائب العام حول ما كتبه مايكل الباز، محمد سابقا، ويدعون فيه إلى معاقبة هذا الصحفي المتنصر والتحقيق معه بتهمة ازدراء الإسلام والتطاول على الرسول لحساب جهات أجنبية مشبوهة”.
وأيضا قام شخص اخر يسمى نفسه (إيهاب الخولي) بنقل هذا الخبر ونشره في منتديات (الجزيرة توك).
أما محاضرة الشيخ رسلان، فهي محاضرة اشتهرت وانتشرت بسرعة على مواقع الإنترنت المختلفة مثل (منتديات كويت ماكس) و(منتديات الملتقى). وأصل المحاضرة موجود على موقع الشيخ (محمد سعيد رسلان) على شبكة الإنترنت، وهو تسجيل لمحاضرة ألقاها الشيخ رسلان يوم 20 أبريل 2007 في المسجد الشرقي بأشمون بالمنوفية، وهي عبارة عن رد الشيخ على ما جاء في مقال (محمد الباز) حول أبو هريرة تحت عنوان (الرد على مقالات أبو زنة) وبالطبع قام الشيخ بتكفير الكاتب ووصفه بأوصاف كثيرة جدا هو وصحيفة الفجر، ومن أبرز ما جاء بالمحاضرة:
- حكم من يطعن في الصحابة مؤكدا أن من يفعل ذلك هو زنديق.
- وصف الشيخ جريدة الفجر بأنها “جريدة هابطة فاحشة، وهي جريدة تهييجية تحريضية تبث الحقد والكراهية وتدعو إلى الفوضى على طريقة الشيوعيين”، كما وصفها أيضا بأنها “رافضية خبيثة، تسب أصحاب النبي وتطعن في الثوابت بطريقة نسوان الحواري”، ووصفها أيضا بأنها “جريدة إباحية تروج للعري والخلاعة بنشر صور عارية”.
- أوضح الشيخ أن ما جاء في مقالات الباز مردود عليه في أكثر من كتاب ذائع الصيت ومتاح لمن يرغب، ووصف الشيخ (محمد الباز) بأنه “أبو زنة” وأنه “قرد ويصفق كالراقصات”، كما قال عنه “هذا الكاتب الشيء يتغوط ويتبول ويتقيأ على عقول أبناء الأمة”.
- سخر الشيخ أيضا من مقالات (الباز) قائلا باللغة العامية “ماكنش حد غلب”، حيث قال إن هدف الكاتب هو “محاولة هدم الدين عن طريق هدم ثوابته، ولكن ما أشد ما تعب المستشرقون والروافض حول هذا الهدف بلا طائل” على حد قوله، مضيفا “هذا الكاتب يظن نفسه الطفل المعجزة يستطيع أن يأتي بجرة قلم ليريد اضاعة تراث الأمة”.
الأمثلة كثيرة جدا وأكثر من أن تعد أو تحصى.
المدافعون عن محمد الباز على الانترنت قليلون بالنسبة إلى المهاجمين له، من أمثلة المدافعين عنه:
- صاحب مدونة (علم مصر) سامي حرك، دافع عن الباز قائلا إن مقالاته لا تنطوي على سوء نية، بل هي دعوة مخلصة لإعادة تنقيح التراث الإسلامي، وتساءل “لماذا لم يرد عليه أحد من العلماء”؟
- مدونة (بنى آدم مع وقف التنفيذ) تدعو إلى الرد على ما يكتبه محمد الباز، ويعتبر صاحبها أن عدم الرد عليه هو دليل على صحة كلامه.
- موقع (الأقباط متحدون) يحتوي على مقالات مختارة للباز حول قانون الأقباط الموحد، كما وجه موقع القمص عزيز التحية إلى الباز على تناوله لكتاب (محمد عمارة) والرد عليه وانتقاده.
والسؤال الهام: لماذا الرد على أي رأي أو فكر بالشتائم والسباب دون داع؟ لماذا الطعن في شخص أحد أو اتهام أحد بالعمالة أو التكفير أو التنصر، يبدو أنه لا يزال أمامنا الكثير حتى نتعلم ثقافة الحوار في مجتمعنا، أم يبدو أننا قد تأثرنا بالجو الاستبدادي الذي يحكمنا، فصرنا مثله نريد قمع كل الآراء المخالفة لنا، دون أن نفكر حتى أن نتحاور معها.
كتبه اسامة الرشيدي على موقع زمش بتاريخ