عقدت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين مؤتمرا جماهيريا تحت عنوان (اعتقالات سبتمبر بين الأمس واليوم) وذلك يوم السبت الموافق الثامن من سبتمبر في قاعة المؤتمرات بالدور الرابع.
تحدث في المؤتمر العديد من المفكرين ورموز السياسة من تيارات سياسية عديدة، كما تحدث بعض من اعتقلوا في أحداث سبتمبر 1981.
في البداية تحدث جورج إسحاق، لأمين العام السابق لحركة كفاية، ذاكرا بعض الإحصاءات من تقرير البنك الدولي، منها أن هناك أكثر من 40 في المائة من الشعب المصري تحت خط الفقر (حوالي 28 مليونا)، وأن نسبة الفقر في الوجه القبلي 66 في المائة، منتقدا الصحف القومية لأنها تصور البلد بصورة وردية تماما خالية من المشكلات، معلنا تضامنه مع إبراهيم عيسى ومنتقدا التحقيق معه بواسطة نيابة أمن الدولة.
بعد ذلك أعلن محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات ومنظم المؤتمر تضامن النقابة الكامل مع إبراهيم عيسى في قضيته، مضيفا أن ذلك ليس دفاعا عن جريدة الدستور فقط ولكنه دفاع عن حرية الصحافة في مصر.
بعد ذلك صعد الشاعر (علي الفيل) أحد الشعراء من حزب الغد بمناسبة العثور على أيمن سليمان أحد المتهمين في قضية حزب الغد مع أيمن نور مشنوقا في زنزانته، وألقى قصيدتين هجائيتين ضد مبارك هما (بيان للوري)، و(بيقولوا مات).
تناول الكلمة بعد ذلك (حلمي الجزار) عضو مجلس الشعب والقيادي في نقابة الأطباء، حيث قام بعقد مقارنة بين أحوال مصر في عام 1981 وأحوالها الآن، وبين مصر منذ ثلاثين عاما وكلا من تركيا وإيران منذ المدة نفسها، وتوصل إلى أن مصر كما هي وتتدهور يوما بعد يوم بينما الدولتين في تقدم مستمر وتداول للسلطة.
تحدثت بعد ذلك الكاتبة (فريدة النقاش) رئيسة تحرير جريدة الأهالي وإحدى المعتقلات عام 1981، حيث أكدت على أن هناك مؤشرات على أن البلاد مقبلة على ما وصفتها بـ”أجواء سبتمبرية جديدة”، وقد علمت أن محافظ القاهرة قرر إغلاق جمعية المساعدة القانونية منذ قليل بسبب تقاريرها عن التعذيب والعنف في أقسام الشرطة في مصر، وروت قصة اعتقالها ورفض الإفراج عنها، ثم الإفراج عنها بعد ذلك بعد ضغوط من نقابة الصحفيين.
بعد ذلك أعلن عبد القدوس أن يوم الاثنين في نقابة الصحفيين سوف يشهد تشكيل أول هيئة قومية مصرية لمناهضة التعذيب والتصدي له.
ثم قام محمود عامر عضو مجلس الشعب بالحديث عن دوره كعضو في لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشعب، مشيرا إلى أنه اختار تلك اللجنة لطول معرفته وخبرته في الاعتقالات، حيث اعتقل أكثر من مرة قبل ذلك.
بعد ذلك تحث (حسين عبد الرازق) أمين عام حزب التجمع، حيث روى قصة اعتقاله وذكر بعض المعلومات منها أن أحداث سبتمبر لم تكن عبارة عن اعتقالات فقط، ولكنها شملت إجراءات أخرى منها:
- نقل 64 من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية إلى وظائف أخرى، منهم 24 من أساتذة قسم اللغة العربية في كلية الآداب، وهو القسم الذي عينت فيه جيهان السادات معيدة بتقدير امتياز.
- عزل البابا شنودة.
- سحب تراخيص عدد كبير من المجلات.
- إغلاق عدد من الجمعيات المسلمة والمسيحية.
ووصف السادات بأنه “كان في حالة جنون في تلك الأيام”.
وتحدث أيضا محمد البيومي، أمين التنظيم في حزب الكرامة، حيث تناول قصة بيع القطاع العام بما فيها من تجاوزات وإهدار للمال العام، واستبعد حدوث إجراءات مثل أحداث سبتمبر 1981 بسبب خوف النظام من فتح مواجهة أخرى مع الشعب.
ثم تحدث أحد المعتقلين الذين قضوا عدة سنوات في السجون، وهو عبد الصمد الشرقاوي، واصفا مبارك بالكذاب، مضيفا أن مصر سوف تذهب إلى الجحيم إذا لم تتخلص من عائلة مبارك ومن وصفهم بـ”النصابين من حوله”.
بعد ذلك تحدث كمال أبو عيطة، نجم المظاهرات الشهير الذي سبق اعتقاله 18 مرة، وأضحك الحضور كثيرا بنكاته اللاذعة حو النظام والرئيس، حيث أكد أن الحكام العرب تحولوا إلى “تليفونيست لأمريكا ينفذون أوامرها” على حد قوله، داعيا في نهاية كلمته الشعب إلى أن يفكر في مرحلة ما بعد مبارك وأن يسأل نفسه “ماذا بعد مبارك”؟
بعد ذلك قام محمد عبد القدوس بالتأكيد على أن كمال السنانيري، أحد قيادات الاخوان الذي مات في زنزانته، قد قتل على يد اللواء فؤاد علام، وهو ما ينذر بمواجهة أخرى بين الطرفين بعد هدوء حدة المواجهة الأولى بينهما، والتي حدثت منذ عام.
تحدث بعد ذلك محمد إسماعيل عضو الهيئة العليا لحزب الجبهة الديمقراطية، وأحمد أبو بركة عضو مجلس الشعب المصري، منتقدين النظام المصري، وداعين إلى حركة إصلاح شاملة في كل المجالات.
________
كتبه اسامة الرشيدي بموقع زمش بتاريخ سبتمبر 2007