العلاقة بين الشباب والفتيات تنقسم إلى ثلاثة نماذج: النموذج الأول علاقة صادقة بريئة، والثاني تبدو علاقة سيئة وغير محترمة، أما الثالث فهي تبدو سيئة من الظاهر فقط ولكنها في الحقيقة علاقة بريئة وصادقة وكلها مشاعر وحب.
اتجهنا أولا إلى الشباب لنعرف تجاربهم ووجهة نظرهم في هذا الموضوع.
قابلنا الطالب (م.ع) طالب بكلية التجارة جامعة حلوان ودار هذا الحوار:
- سألناه إذا كان على علاقة بفتاة أم لا؟
- قال “نعم، فقد كنت على علاقة بحوالي ثلاث فتيات، تعرفت على أول بنت وأنا في الصف الأول الثانوي وقد صارحتها بذلك، وأحبتني هي الأخرى وبدأت علاقة حب بيننا”.
- ما الذي أعجبك في هذه البنت، هل جمالها أم أخلاقها أم شخصيتها أم كل ذلك؟
- أعجبني فيها شكلها، فقد كانت في ملابسها وتسريحة شعرها مختلفة تماما عن الآخرين وشخصيتها غريبة جدا غير أي أحد، واستمرت العلاقة نحو عامين.
- ما تقييمك لهذه العلاقة؟
- كانت جيدة في بعض الأوقات ولذيذة وكلها مرح وحب، وفى الأوقات الأخرى تسبب لي بعض المشاكل مع عائلتي وأصدقائي، فعندما تكون هناك مشكلة بيني وبينها تجعلني مكتئبا وحزينا، وتلاحظ ذلك أسرتي ويعاتبونني ويسألونني عن سبب ذلك، فأتعصب عليهم، وكذلك الحال مع أصدقائي.
- هل شعرت أنها صديقة مخلصة حقا وتقف بجانبك دائما؟
- لا لم أشعر بذلك، فقد كانت علاقتنا حب ومرح وخروج وكانت دائما تأخذ الأمور بضحك وتهريج، فهناك أشياء كثيرة في حياتي لم أصارحها بها.
- ما سبب انفصالك عنها؟
- لم أشعر معها بالحب بمعنى الكلمة، فهي لم تستحق حبي لها، وكانت تعتقد أن الموضوع ضحك ولعب عيال فقط، لذلك انفصلنا.
- وماذا عن العلاقات الأخرى؟
- بدأت علاقة حب أخرى وأنا في ثالثة ثانوي، فقد أعجبت ببنت وكانت تحبني هي الأخرى، وصارحتني بذلك، وشعرت معها أنها صديقة مخلصة، وكنت أخرج معها دائما، ولكن في إحدى المرات وجدتها مع أحد الطلبة تسير معه أكثر من مرة فلم أصدق عيني وسألت نفسي “هل كل الفتيات خائنات هكذا”؟ فقررت أن أبعد عنها ولا بد بعد ذلك من اختيار الفتاة المناسبة قبل مصارحتها.
قابلنا شابا آخر يدعى (ش. م) طالب بكلية الهندسة جامعة طيبة، وسألناه عن علاقته مع البنات.
فقال “نعم كنت على علاقة بخمس فتيات، الأولى كنت على علاقة بها في أولى ثانوي، ولم أكن أحبها ولم أعجب بها ولكن كانت مسألة تعود، فهي التي أحبتني وأعجبت بي، وحصلت على رقم هاتفي وظلت تطلبني وتلح علي لكى أخرج معها، فكنت أخرج معها للتمشية على النيل قليلا، ولكنى لم أشعر معها بأي حب أو إخلاص، فقد كانت فترة مراهقة نقضيها ولكنها كانت تحبني بشدة، ففي إحدى المرات كسرت رجلي، فكانت حزينة جدا وكانت تزورني كل يوم وشعرت أنها حبيبتي”.
- لماذا انفصلت عنها؟
- لأني شككت في أخلاقها أكثر من مرة وتأكدت من ذلك عندما قال لي أحد أصدقائي إنه شاهدها بصحبة أكثر مع ولد أكثر من مرة، فقررت الابتعاد عنها وسبب لي ذلك مشاكل كثيرة مع أسرتي وأثر ذلك على دراستي، فقد حصلت على مجموع سيئ في الثانوية العامة بسبب ذلك وكانت فترة سيئة في حياتي.
- وماذا عن العلاقات الأخرى؟
- تعرفت بعد ذلك على بنت أخرى لكي أنسى علاقتي القديمة فكانت مثل المسكن الذي يسكن ألمي، وكانت الفتاة جيدة وروحها حلوة فصارحتها بأني أحبها، ووافقت على ذلك، وبدأت معها علاقة حب خفيفة لكي أنسى ما سبق و”أعيش سني”، ولكني تركتها في نهاية العام الدراسي، فقد كانت علاقتي بها ليست قوية.
- ما هي آخر علاقاتك مع الفتيات الان؟
- هناك علاقة بيني وبين فتاة في الصف الثالث الثانوي، أصغر منى بسنتين، وهي الوحيدة التي شعرت معها بمعنى الحب والإخلاص والصدق، وعاهدت نفسي أن أخطبها قريبا، فهذه البنت طيبة وصادقة في كلامها وفي حبها لي، وأصارحها بأي مشكلة تحدث لي، وهي تعاملني كأني خطيبها فعلا، فعندما تريد الخروج مع صديقاتها تتصل بي أولا لتستأذنني.
- هل عندما تخرج معها تتحمل مصاريف كل شيء؟
- طبعا أتحمل كل المصاريف، وآخر مرة جلسنا في كافيه على النيل ودفعت أنا الحساب.
- ما رأيك في هذه العلاقات؟
- لابد أن يعيشها الشاب حتى يعرف تفكير البنات قبل الزواج.
ومع شاب آخر يدعى (م.س) طالب بكلية الإعلام في جامعة القاهرة يروي تجربته مع إحدى الفتيات قائلا “أحببت إحدى الطالبات وأعجبت بها وفى إحدى المرات صارحتها بذلك فكان رد فعل البنت أنها غضبت بشدة وردت علي بأسلوب غير أخلاقي، ولم أعرف لماذا كل ذلك، فأنا أصارحها بحبي لها ولم أطلب منها الزواج العرفي مثلا حتى تغضب بهذا الشكل، فلماذا فعلت ذلك؟ لا أعرف.
أحد الشباب وصف طلبة الجامعات عند دخولهم الجامعة لأول مرة بأنهم أشبه “بالكلاب التي تلهث من أجل الحصول على الماء” قاصدا بذلك أنهم يكونون في منتهى الشوق واللهفة للتحدث مع الفتيات وإقامة علاقات صداقة وحب معهم، فالبنات بالنسبة لهم “هدف استراتيجي”.
أما بالنسبة للفتيات أنفسهن، فمنهن من تبحث عن شاب تحبه هي الأخرى، ومنهن من لا تهتم بالأمر.
أحد الشباب في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية يحكى قصته قائلا “كانت هناك إحدى الطالبات وقد صارحت أحد أصدقائي أنها تحبه، وعلى الرغم من أن صديقي كان لا يشعر ناحيتها بشيء، إلا أنه قال لها أيضا إنه يحبها، فقد كان سعيد أن تأتى إليه فتاة وتعبر له عن حبها له، إلا أن الفتاة اكتشفت بعد ذلك أنه لا يحبها، فتركته، وبعد فترة جاءتني نفس الفتاة لتقول لي إنها تحبني أنا! أرى أنها تبحث عن أي شخص لتدخل معه في علاقة على أنها علاقة حب مثل الأفلام، ومثلما ترى صديقاتها يفعلن “.
شاب آخر يحكي قصته قائلا “كانت هناك طالبة في المدرسة المجاورة لنا وكانت جميلة جدا، وكانت تمشى مع شباب كثيرين، أردتها أن تتوقف عن ذلك وتصادقني أنا فقط، ولكني بدأت أمل من هذه العلاقة بعد دخولي الجامعة وأفكر في قطع العلاقة معها”.
طالب في حقوق الإسكندرية يروي قصة مختلفة بعض الشيء، يقول “وجدت في كليتي فتاة جميلة جدا، وأحببتها وصارحتها بذلك، ولكنها ترددت في أول الأمر بسبب كونها مسيحية وأنا مسلم، إلا أنني أكدت لها أن هذا الأمر لا يشكل أي فارق معي، وبالفعل بدأت علاقة الحب بيننا وتطورت إلى قصة حب ملتهبة، وكل يوم نتصل ببعضنا عدة مرات في اليوم، ونرسل رسائل كثيرة لبعضنا، وهى تريدني أن أعمل مع والدها، إلا أنني مازلت مترددا، فأبي لن يوافق على ارتباطي بهذه الفتاة، ومازلت لا أعرف ما هو مستقبل علاقتي بتلك الفتاة، فأنا في حيرة من أمري”.
طالب بكلية الفنون الجميلة يقول “يتم تقسيمنا في الكلية إلى مجموعات عمل، في مجموعتي فتاة أحببتها كثيرا، ولكنى لم أصارحها =، ومعظم أصدقائي كانوا يؤكدون لي أنها تحبني جدا هي الأخرى، وصارحتها ولكنها صدمتني، إذ قالت لي إنها تعتبرني أخا لها، وأنها تريد عريسا جاهزا حتى لا تنتظر كثيرا، ومازلت أعاني من هذه الصدمة حتى الآن ولن أقوم بعمل أي علاقة مع أي فتاة بعد ذلك”.
أما هذا الطالب فيروي نتيجة تربية والده المتشددة يقول “أبي كان يراقبني في كل صغيرة وكبيرة منذ أن كنت طفلا، وهو الذى يذاكر لي دروسي كلها، وكان يمنعني من الخروج كثيرا، لدرجة أنه لم يكن لي أصدقاء إلا عدد محدود للغاية حتى وقت قريب، وكان يضيق علي الخناق كثيرا، وعندما كبرت بدأت في التشاجر معه ومع والدتي حول أسلوب تربيتهما لي، ولكنهما أصرا على أسلوبهما الخاطئ، فبدأت في “التزويغ” من المدرسة والخروج مع أصدقائي، وعندما دخلت الجامعة بدأت في الانطلاق وإقامة علاقات كثيرة مع الطالبات لتعويض ما فاتني وما عانيته من تضييق الوالدين، فبسببهما دخلت كلية الحقوق بسبب مجموعي المنخفض، فقد كنت أهمل المذاكرة نكاية فيهما وفي تسلطهما علي.
لم نكتف بالحديث مع طرف واحد، واتجهنا للحديث إلى الفتيات أيضا.
(ن.م) طالبة بكلية الآداب جامعة حلوان وسألناها عن آخر علاقاتها، فقالت “تعرفت على ولد معي في المدرسة في ثالثة ثانوي وأحبني، وأحببته أنا الأخرى، وقد كان يقطن في نفس شارعنا، وكنا نتقابل كل يوم، واستمرت علاقتنا عامان تقريبا.
- وطبعا أسرتك لم تعلم بشيء، فلماذا؟
- طبعا لم تعلم بشيء، لأنهم يقولون إن الولد الذي يحب البنت لابد أن يتقدم لخطبتها، فعندما أريد الخروج معه أقول لأهلي إنني خارجة مع صديقاتي.
- وهل ترين أن هذا صحيح؟
- نعم، أرى أن هذا صحيح، فعلاقتنا كانت بريئة وكلها حب.
- ولماذا انفصلتِ عنه؟
- رأيته مع بنت أخرى في شقته، وواجهته ولكنه أنكر ذلك، ولكنى كنت متأكدة من ذلك فقررت تركه والابتعاد عنه.
استطلعنا آراء الآخرين، وهم بعض الاباء، سألنا أحدهم عن رأيه في هذه العلاقات فقال إن هذه العلاقات قد تحمل نوعا من الشبهات، ولكنها قد تكون صادقة حقا، مضيفا “إذا أراد ابني أو ابنتي ذلك لن أمنعهما تماما من ذلك بشرط أن تكون هذه العلاقة علاقة حب وإخلاص وصدق ولا تحمل أي نوع من الشبهات”.
وبسؤال أب آخر عن رأيه في هذه العلاقات، قال إنه لن يمانع تماما “بشرط أن يرى الولد الذي يحب ابنتي أو البنت التي يحبها ابني، وأتركهم لأني سأكون متأكدا من أخلاقهم” حسب قوله.
وقال أحد الآباء “إذا كان ابني يريد الارتباط بفتاة، فعليه تحمل المسؤولية كاملة، ولن أساعده بأي شيء، فيكفي أنني قمت بتربيته وصرفت عليه حتى التخرج، وبعد ذلك يتحمل مسؤولية نفسه”. وهذا الرأي السابق اتفق عليه كثير من الآباء الذين سألناهم
_______
كتبه أسامة الرشيدي – أكرم سامي علي موقع زمش بتاريخ سبتمير 2007